خلف كل رجلٍ عظيم ...إمرأة عظيمة

خلف كل رجلٍ عظيم ...إمرأة عظيمة
يوم العالمي للمرأة

خلف كل رجلٍ عظيم ...إمرأة عظيمة

المرأة نصفُ المجتمع إن لم تكن كله !!

حديث كل ثامن من آذار .. اليوم العالمي للمرأة  بين تاريخ نشأة هذا اليوم وترَبعِه على عرش شهر آذار "شهر المرأة "وبين نظرة  الإسلام للمرأة والمكانة التي رفعها بها وقد سبق في ذلك كل الأنظمة الوضعية قبل آلاف السنين ، فلنبدأ حديثنا :-

 8 آذار/مارس من كل عام، يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي. لهذا اليوم تاريخ قديم يعود الى بدايات القرن العشرين.

 وقد بدأ كما افادت الامم المتحدة وفق التسلسل الزمني التالي :


• عام 1909: الاحتفال باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة في 28 شباط/فبراير. وعيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل.

•عام 1910: قرار الاجتماع الاشتراكي الدولي في كوبنهاغن اعتبار يوم المرأة يوما ذي طابع دولي، يراد منه تكريم الحركة الرامية إلى إتاحة الحقوق الإنسانية للنساء وبناء دعم لتحقيق حق النساء في الاقتراع.

• عام 1911 : كانت النتائج المترتبة على مبادرة كوبنهاغن هي الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في 19 آذار/مارس في النمسا والدانمرك وألمانيا وسويسرا، حيث شارك ما يزيد عن مليون رجل وامرأة في تلك الاحتفالات. وفضلا عن حقي التصويت وشغل المناصب العامة، طالبت تلك الاحتفالات بحق المرأة في العمل وحقها في التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها في ما يتصل بالوظائف.

•بين عامي 1913-1914 : أصبح اليوم الدولي للمرأة آلية للتظاهر ضد الحرب العالمية الأولى. فجاء احتفال النساء الروسيات بأول يوم دولي للمرأة —في آخر يوم أحد من شهر شباط/فبراير —في إطار حركة السلام.

•عام 1917 : بسبب ظروف الحرب، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة وأضربن تحت شعار “من أجل الخبر والسلام” في 28 شباط/فبراير حسب التقويم القيصري والموافق في 8 آذار/مارس في التقويم الغريغوري. وبعد أربعة أيام، تنازل القيصر ومنح الحكومة المؤقتة النساء الحق في التصويت.

• عام 1975 : خلال السنة الدولية للمرأة، عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس.

•عام 1995 : ركز إعلان ومنهاج عمل بيكين — وهو خارطة طريق تاريخية وقعتها 189 حكومة — على 12 مجالا مهما، وقدم تصورا للعالم تحظى فيه المرأة والفتاة بحقها في ممارسة اختياراتها، من مثل المشاركة السياسية والحصول على التعليم وكسب مداخيل والعيش في مجتمع خال من العنف والتمييز.

عام 2014 ركزت الدورة الـ58 للجنة وضع المرأة (CSW58) — وهي الاجتماع السنوي للدول للنظر في القضايا المهمة ذات الصلة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة — على “التحديات والانجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في ما يتصل بالمرأة والفتاة”

أما في العام  2016  قد حددت الامم المتحدة  موضوع هذه المناسبة بـ“الإعداد للمساواة بين الجنسين لتناصف الكوكب بحلول 2030”.

ومن ضمن الإحصائيات العالمية أنّ :-


(امرأة واحد من بين 3 نساء تتعرض للعنف الجسدي والنفسي في العالم، غالبيتهن هن ضحايا ازواجهن.) نظراً لسوء فهم مكانة المرأة في بعض المجتمعات .

أما عن نظرة الإسلام تجاه المرأة والمكانة الرفيعة التي حظيت بها المرأة في ظل عصور الإسلام وتكريم الإسلام للمرأة تكريماً سبق فيه كل الأنظمة الوضعية وشعارات حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ، لنلقي نظرة في هذا الجانب الذي مهما تحدثنا فيه لن نوفيه حقه :

المرأة في الإسلام لها دور مهم وواضح، فقد كرّمها الإسلام ورفع من شأنها كثيراً، وهو الدين الوحيد الذي أعطى المرأة حقوقها وكتب لها حق الميراث والنفقة والرفق وحقوق أخرى كثيرة، ولقد عانت المرأة في التاريخ البشري والواقع المعاصر وقائعا مؤلمة من ظلم وبخس واعتداء وانتهاكلكرامتها، وبالمقابل توجد صور مشرقة ووقائع كريمة من إجلال وتكريم وتقديس.

يقول محمد فريد في موسوعة معارف القرن العشرين:


الاسلام قد سبق الامم كافة في اعتبار المرأة شريكة للرجل في الحياة بنص قوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وقرر بانها كائن متمتع بكل الخصائص الانسانية التى تؤهلها لارقي مراقي الكمال، البشري حتي النبوة فقد قيل ان مريم كانت نبية. وقد اباحت لها الشريعة الاسلامية بان تتولى القضاء بين الرجال وان تلى الافتاء في شؤون المسلمين. وأجازت لها بان تتصرف في اموالها استغلالا وايجارا ورهنا وبيعا، وحث الشارع على أن تحضر المرأة المجامع الدينية والنوادى الشورية العامة عند طروء حادث من الحوادث على المسلمين وجوز لها أن تبدى رأيها في وسط الجموع وعلى الحكومة أن تحله محل الاعتبار ان كان حقا حدث عند ما كان يريد الخليفة الثانى أن يحدد مهر المرأة خشية الاسراف ان قامت اليه امرأة من الحاضرين فعارضته وهو على منبر الخطابة واثبتت له خطأه بنصوص الكتاب فاقتنع بحجتها وأعلن للناس بانها أصابت وأقلع عن مشروعه.

اذا تأملنا في هذه الحقوق الممنوحة للمرأة فليس في وسعنا أن نتخيل ان فوقها مرمي. هذه الحقوق التي نفاخر بها قد أتي بها النبي الأمى محمد قبل 1400 عام وهو في أمة لاتعرف للمرأة حقاً وبين أمم كلها مستعبده للنساء.

وإليكم بعضا من هذه المواقف:


اقتضت حكمة الله ومشيئته أن تكون أولية الإخبار بالدعوة موجهة لامرأة متمثلةً في شخص أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده من غار حراء، ودخل عليها وهو يقول:(زملوني زملوني) فزملته، أي لفته، حتى إذا هدأ روعه واطمأنت نفسه، أخبرها الخبر وهو نزول الوحي عليه.أن أول من نصر الدعوة ودافع عنها امرأة، وقد تحقق هذا أيضاً في قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها لما أخذت تهدئ من روعه وتردد على مسامعه تلك الكلمات الرقيقة: "كلا والله ما يخزيك الله أبدأ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم -الفقير- وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

ولم تكتف أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بالنصر القولي، بل نصرت الرسول صلى الله عليه وسلم ماديا فواسته بمالها، وعملياً بأن أخذته إلى ورقة بن نوفل ليجد الرسول صلى الله عليه وسلم الطمأنينة والوعد بالنصر من الله سبحانه وتعالى.

فتكونُ المرأة أول من يفوز بهذا السبق العظيم، فتصبح أولَ من أُخبر بالدعوة وأولَ من آمن وأولَ من نصر الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً.

أن تكوني أماً أو أختاً صديقةً أو ابنةً ..لكِ كل الجلال والإكرام.. أنتي من تحافظين على توازن هذا العالم .. فلتكوني دوماً مشرقة ومبدعة .. هنيئاً لكنَّ هذا الشرف العظيم .. وشكراً لكنّ من القلب.

شارك الموضوع عبر :

كاتب الموضوع :المدونة